الرئيسية علم النفس التسويقي من هم الاغبياء في عالم التسويق ؟

من هم الاغبياء في عالم التسويق ؟

بواسطة: اكرم العديني
1039 مشاهدة

في العام 2006 وأثناء دراستي للماجستير في إدارة الأعمال أصر على احد الزملاء ان أحضر ندوة متخصصة في علم النفس التسويقي Consumer psychology ، وكانت هذه هي المرة الاولى التي اسمع بها بهذا المصطلح، و في ذلك الوقت لم اكن اعلم ماهو الهدف من دمج التسويق الذي يدعو إلى التفاؤل والانفتاح والابتكار بعلم النفس المعتم المخيف، وتحت ضغط كبير من صديقي وجدت نفسي جالس على احد المقاعد امام دكتور متخصص في علم النفس التسويقي من المملكة المتحدة وقد بدأ الندوة باختبار نفسي سريع (لم نكون على علم به)

حيث عرض المحاضر على الحاضرين (وبشكل غير مباشر) بعض الجمل والصور، وبعدها قام بالطلب من الجمهور أن يقوموا بتخمين رقم واحد من ( 1 الى 10 ) ، وأن يقوموا بتدوينه في الورقة الموجودة أمامهم على شرط أن لا يشاركوا الورقة مع احد، وأن يقوموا بوضع هذه الورقة في الصندوق الذي في يتوسط القاعة  ….

بعد دقيقة واحدة فقط قال المحاضر “انني اعلم أن أكثر من 60% من الحاضرين قد اختار الرقم سبعة”

حالما سمعت الرقم اصبت بالذهول لأن هذا الرقم الذى كنت قد اخترته بالفعل وقلت “انتظر حتى ترى بقية النتائج” وبالفعل تجاوزت عدد النتائج الصحيحة نسبة 80%

ماذا جرى ؟ وكيف ؟ وما هي هذه التعويذة السحرية التي استخدمها هذا المحاضر؟؟ يا للعجب!!

والسر في هذا الموضوع كان بسيطاً للغاية؛

حيث لم يستخدم المحاضر أية تعويذة سحرية أو قام بتنويم الحاضرين مغناطيسيا، وإنما قام وبشكل ذكي بمخاطبة العقل اللاواعي للحضور، واستطاع أن يرسم هذا الرقم في عقول الحضور عن طريق التخطيط والتفعيل والتهيئة ولكن بشكل ذكي وسلس.

وكانت القصة مع محاضر علم النفس التسويقي كالتالي

عندما قام المحاضر بالترحيب الحضور استخدام محفز نفسي يطلق عليه التحضير Priming حيث وضع مشروب السفن اب في مكان واضح امام الحاضرين في القاعة بالاضافة الى ذلك فقد قال المحاضر ان اليوم هو اخر الاسبوع وانه يرغب في ان يقضى العطلة مع بنته الصغيرة في مشاهدة فيلم ديزي المشهور Snow White and The Seven Dwarfs وعرض صورة الفيلم على الشاشة مع سؤال الحاضرين عن رائيهم بالفيلم.

بهذه الطريقة استطاع المحاضر ان يثبت هذا الرقم وبشكل غير مباشر في عقول الحاضرين وبطريقة في قمة الذكاء وكذلك البساطة .

في تلك الفترة لم يكن العالم الرقمي متطور من ناحية الأدوات والمعرفة كما هو اليوم. وكان علم النفس التسويقي يهتم بدراسة السلوك بشكل مباشر مع استخدام بعض التقنيات المتاحة والتي يطلق عليها علم النفس العصبي والذي يهتم بدراسة العلاقة بين السلوك والمخ واليوم اصبح لدينا توجه جديد في علم النفس التسويقي والذى اطلق عليه علم النفس الرقمي

اليوم وأنت تقرأ هذه المقالة القصيرة وتتطلع يومياً على الجديد في عالم التسويق؛ هل سألت نفسك “هل استخدمت علم النفس التسويقي في تطوير حملاتك التسويقي؟”

إذا كان الجواب “نعم” لقد استخدمت الاستراتيجية التى تعتمد على الخوف من فوات الفرصة أو ما يطلق عليه اختصاراً “الفومو FOMO” فدعني اهنئك واقول لك “أنت لا تزال في العصر الحجري لعلم النفس التسويقي”

هل تعلم أن هناك العشرات من المحفزات النفسية التي يستخدمها العباقرة في عالم التسويق ويهملها الأغبياء ولا يعترف بها الجهلة!

إذا كنت تعتقد أنك قد احترفت التسويق بشكل أو بآخر من دون أن يكون لك أي دراسة أو اطلاع (يومي) بعلم النفس التسويقي! فأرجوك أن تتوقف الآن وأن تراجع نفسك وقدراتك وفهمك للتسويق.

يجب أن تعلم أن التسويق ما هو إلا علم متخصص في كيفية الاقناع والتأثير وغير ذلك هي تفاصيل تساعدك عن دراسة السوق والمنافسة، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ولا يعلم ماهو التسويق!

يذكرني معظم المتخصصين في مجال التسويق ( وانا منهم ) بتجربة البيبسي ، حيث بدأت هذه التجربة بالسؤال التالي: أتفضل البيبسي أم الكوكا كولا؟ حيث طور معظم الناس إجابة مفادها أن الكولا هي الأفضل، ولكن في تجارب التذوق العمياء كانت إجابة معظم الناس مختلفة وفضلت البيسبي .

وهو حدث ألغى التوقعات المنطقية ويعرف هذا الاختبار ب ((مفارقة البيبسي)) .. نحن كذلك معشر العاملين في مجال التسويق لدينا نفس المفارقة ولكن فيما يتعلق بالعلم، نظن أننا نعلم الكثير في مجال التسويق. ولكن عدم علمك بعنصر هام ومعين كهذا يجعل منك في تصنيف “غير العاملين” في مجال التسويق. وسأترك لك الخيار بمراجعة العنوان ووضع نفسك ضمن التصنيف المناسب.

معنى كلمة غبي – المعجم الوسيط
الشيءُ عن فلان، وعليه، ومنه ـَ غَباً، وغَباء، وغَباوَة: خفي عليه فلم يعرفه. وـ فلانٌ الشيءَ، وعنه: جهله ولم يفطن إليه. فهو غَبِيّ. ( ج ) أغبياء. ويقال: لا يَغبَى عليَّ ما فعلت: لا يخفى. وادخل في الناس فإنه أغبى لك: أخفى.

0 تعليقات

موضوعات مشابهة

اترك تعليقاً

هذا الموقع يقوم باستخدام الكوكيز (Cookies). إذا استمرّيت بالتصفّح، فإنّك توافق على استخدامنا للكوكيز موافق المزيد